دور الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في حالات الطوارئ
بات فهم دور الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في حالات الطوارئ وتكييفه أمراً بالغ الأهمية للأجهزة في إطار سعيها إلى الحفاظ على استمرارية العمليات والاضطلاع بمهامها أثناء جائحة كوفيد-19. وقد واجهت الأجهزة ظروفاً فريدة وغير مسبوقة حيث تحول بعضها بسلاسة إلى العمل عن بُعد، وواجه بعضها الآخر تحديات تتعلق بالوصول إلى تكنولوجيا المعلومات، ومعدات الحماية، وغيرها من الأدوات والأساليب لتسهيل استمرارية العمليات. إلى ذلك، أدّت الجائحة إلى طلب على التدقيق في الوقت الحقيقي، ومنهجيات تدقيق جديدة، وتكنولوجيا معلومات مناسبة. وتكيَّفت الأجهزة مع هذه التحديات وعالجتها لتصبح أكثر قدرة على التكيُّف خلال الأزمات، وتولت الإشراف على أعمال الحكومة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. واجتمعت الأجهزة في الإنكوساي للتفكير في الأدوار التي تضطلع بها في حالات الطوارئ، وتبادلت أفضل الممارسات والدروس المستفادة، وعملت على الاستعداد لحالات الطوارئ في المستقبل والاستجابة لها.
المراقب العام في الولايات المتحدة الأمريكية يتحدث عن أهمية الاستشراف في حالات الطوارئ
قدّم المراقب العام في الولايات المتحدة الأمريكية، جين ل. دودارو، ورقة الموضوع الأول بالتأكيد على الدور النشط الذي يمكن أن تؤديه الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في توقع حالات الطوارئ والاستجابة لها من خلال الاستشراف واستخدام آليات المساءلة المناسبة.
وقال السيد/ دودارو إنّه “في كل هذه الأنشطة، كان من الواضح لي دوماً أنَّ واحدة من أعظم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا كمكاتب تدقيق وطنية تتلخص في تحذير صانعي القرار السياسي لدينا من الكوارث الوشيكة قبل حدوثها… وإقناع الأشخاص باتخاذ خطوات قبل وقوع أزمة”.
كما ناقش أهمية قائمة المخاطر العالية لمكتب المساءلة الحكومية الأمريكي في تحديد البرامج الحكومية التي تعاني من نقاط ضعف مثل الاحتيال، والهدر، وإساءة المعاملة، أو التي تحتاج إلى تحول جوهري. واستشهد بأمثلة تطلّعية للموضوعات والبرامج التي وضعها المكتب على هذه القائمة، بما في ذلك الأمن السيبراني، والآثار المالية المترتبة على تغير المناخ، والأوبئة.
وفي الختام، ذكر العديد من الأمثلة الإيجابية للأدوار التي أدّتها الإنتوساي والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في حالات الطوارئ، بما في ذلك (1) إنشاء مجموعة العمل المعنية بتحديث التمويل والإصلاح التنظيمي في الاستجابة للأزمة المالية العالمية الأخيرة، و(2) برنامج منح الإنتوساي المعني بجائحة كوفيد-19. وخلال تنفيذ البرنامج، قدمت الإنتوساي ما مجموعه نحو 600,000 يورو لاثنين وخمسين جهازاً أعلى للرقابة المالية والمحاسبة، أو أكثر من ربع أعضاء المنظمة. ومثلت هذه الأجهزة جميع مناطق الإنتوساي السبع.
المشاركون يتطرّقون إلى العدد المتزايد لحالات الطوارئ، واستجابة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة
في أعقاب ملاحظات السيد/ دودارو، تولى المدير العام للتخطيط الاستراتيجي والارتباط الخارجي في مكتب المساءلة الحكومية الأمريكي ستيفن سانفورد إدارة مناقشة مع نائبة رئيس الإنكوساي نانسي غاثونغو، المدققة العامة للجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في كينيا، والأمين العام للأولاسافس والمراقب العام للجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في تشيلي خورخي بيرموديز سوتو، والمراقب والمدقق العام غاريث دافيز من مكتب التدقيق الوطني في المملكة المتحدة. وعرض المشاركون لخبراتهم وآرائهم في شأن دور الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في مجموعة متنوعة من حالات الطوارئ، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، والكوارث المرتبطة بالمناخ، والجفاف، والزلازل، وغزوات الحشرات، وحرائق الغابات. ودعموا بذلك الموضوعات التي ركّز عليها السيد/ دودارو في ملاحظاته عن أهمية الاستشراف والمساءلة في الجاهزية والاستجابة لحالات الطوارئ، مع إضافة وجهات نظر متنوعة ومطبقة على نطاق واسع مبنية على تجاربهم.
قالت المدققة العامة غاثونغو إن مجتمع الإنتوساي سيضع نهجاً مشتركاً لعمليات التدقيق يؤكّد على الشفافية والمساءلة في استخدام الموارد العامة ويضفي قيمة على منظومة إدارة حالات الطوارئ. كما سلَّطت الضوء على آثار حالات الطوارئ المترتبة على الشعب الكيني، بما في ذلك التهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي، وانخفاض إنتاج المحاصيل، وتهديد الحياة البرية، وما يقابلها من تأثير على قطاع السياحة في كينيا، والذي يوظِّف آلاف الأشخاص.
وقالت إنه يتعين على الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن تطرح على نفسها أسئلة صعبة بشأن أدوارها ومهامها ومسؤولياتها في إسداء المشورة للحكومات بشأن توزيع الموارد في حالات الطوارئ، وكيفية ضمان التنفيذ السليم للاستجابة الطارئة.
وشدَّد المدقق العام بيرموديز سوتو على آثار تغير المناخ على حالات الطوارئ، وعلى كيفية تغييرها للطلب على الخدمات الحكومية. وقال إن السياق والأوضاع تتغير باستمرار – إذ ارتفعت وتيرة حرائق الغابات والأعاصير في تشيلي. ونتيجة لذلك، قال إنه ينبغي أن تكون لدى الحكومات والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة استجابات مرنة وسريعة لحالات الطوارئ. وأضاف أنه يتعين على الحكومات والأفراد والأجهزة أن تكون أفضل استعداداً للتخطيط الفعال، وتنفيذ الخطط والاستشراف للحد من مخاطر الكوارث.
وسلط المراقب والمدقق العام غاريث دافيز الضوء على إجراءات مكتب التدقيق الوطني في المملكة المتحدة لزيادة الشفافية والمساءلة والتعلم والتحسين خلال جائحة كوفيد-19. وأنشأ المكتب متعقِّباً للتكلفة العامة لاستجابة المملكة المتحدة لكوفيد-19، وسرعان ما نشر 36 تقريراً رئيسياً للبرلمان عن مختلف مراحل الجائحة، وتبادل المعلومات من خلال الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة عبر المشاركة في رئاسة مجموعة العمل التابعة للأوروساي المعنية بالاستجابة للجائحة. كما لاحظ أن مخاطر الطوارئ تتفاعل في ما بينهاــ فعلى سبيل المثال، اقترنت جائحة كوفيد-19 بعوامل خطر أخرى وساهمت في حدوث أزمات جديدة في مجال الطاقة وتكلفة المعيشة. وشدَّد على أنه تقع على عاتق الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة مسؤولية تقييم قدرة الحكومة على التكيُّف مع مخاطر الطوارئ، وضمان أن تعطي الحكومات الأولوية للفوائد في المدى الطويل بدلاً من الاكتفاء بالتركيز على الفوائد القصيرة الأجل.
وقال المشاركون إن وضع خلاصة وافية لاستجابة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة للجائحة من شأنه أن يفيد في إعداد مبادئ توجيهية ومنهجيات واستجابة موحدة لحالات الطوارئ في المستقبل، وأن يحسِّن قدرة الأجهزة على التكيف بوجه عام.
أفكار من جلسات النقاش التي قُسِّمت بحسب اللغات الرسمية للإنتوساي
في أعقاب مناقشات جانبية ناجحة للغاية بمختلف لغات الإنتوساي، ركزت الجلسات العامة في اليوم الأخير على الأفكار الرئيسية والدروس المستفادة. وأبلغ المقررون عن آراء رئيسية من مناقشات كل مجموعة لغوية يمكن إيجازها أدناه:
- يمكن للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة تقييم الخطط الاستراتيجية والمعنية بإدارة المخاطر للحكومات لضمان الجاهزية لحالات الطوارئ
- يمكن للخطط الاستراتيجية والمعنية بإدارة المخاطر التي تعتمدها الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن تحسِّن استمرارية العمليات الحكومية والتي تؤدي إلى مؤسسات أفضل استعداداً ومتانةً وقدرةً على التكيُّف في حالات الطوارئ.
- يمكن للأجهزة أن تضمن أن يكون للحكومات خطط وتدابير استراتيجية ولإدارة المخاطر، وأن تساعد الحكومات على فهم نقاط الضعف والقوة في الاستجابة المخطَّطة قبل حدوث حالات الطوارئ. وينبغي أن تكون الخطط الاستراتيجية شفَّافة وتعاونية ومتاحة على نطاق واسع، على أساس الاستشراف والجاهزية، وأن تتمتع بالتمويل الكافي للتنفيذ.
- يمكن للأجهزة تقييم وفهم التنسيق والتواصل وتفويض المسؤولية عبر الجهات الحكومية وجميع مستويات الحكومة في الاستجابة لحالات الطوارئ. وسيؤدي فهم النهج على مستوى الحكومة ككل وتحديد مسؤوليات واضحة لأصحاب المصلحة في الاستجابة لحالات الطوارئ إلى فهم أفضل للمخاطر.
- يمكن أن تنظر الأجهزة أيضاً في مقاربة التدقيق في حالات الطوارئ عبر إطار منسَّق للتدقيق. ومن خلال تقييم جاهزية الحكومة لعدد من القضايا المترابطة، يمكن أن توفر الأجهزة فهماً أكبر للمخاطر.
- يمكن أن تقدم الأجهزة توصيات، إذا اقتضى الأمر، لمعالجة أي نقاط ضعف في عمليات التدقيق التي تقودها للخطط الاستراتيجية والمعنية بإدارة المخاطر، وينبغي أن تسعى إلى التحسين على أساسها عبر بناء قدرة الحكومة.
- يمكن أن تجري الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة تدقيقاً في الوقت الحقيقي لتوفير الإشراف على جهود الإغاثة الحكومية في حالات الطوارئ في الأوضاع المتغيرة بسرعة
- يمكن أن تكون الأجهزة استباقية في رصد استجابات الحكومات عند حدوث حالات طوارئ لضمان مساعدة الفئات الضعيفة في الوقت المناسب وبطريقة فعالة. ويمكن أن تستخدم الأجهزة أساليب تدقيق جديدة في الوقت الحقيقي أو سريعة للاستجابة وأن توفر الإشراف بسرعة أكبر على أعمال الحكومات في حالات الطوارئ.
- يمكن أن تتولى الأجهزة الإشراف في الوقت الحقيقي على استجابة الحكومات في حالات الطوارئ. ومن خلال توفير تقييم متزامن، يصبح بوسعها رسم صورة شاملة عن تعامل الحكومات مع الجائحة. كما يمكنها تبادل الدروس المستفادة مع الحكومات للحدِّ من المخاطر الإضافية الناجمة عن حالات الطوارئ، وضمان الاستخدام الأخلاقي للموارد العامة.
- يمكن أن تعزز الأجهزة قدراتها لإتمام التدقيق في الوقت الحقيقي من خلال تقديم المزيد من التدريب على منهجيات التدقيق المرنة، إذ يتوقع المزيد منها تنفيذ المزيد من إجراءات التدقيق في الوقت الحقيقي في المستقبل.
- يمكن أن تعزز الأجهزة القدرة على ضمان استمرارية العمليات والمرونة للتدقيق في حالات الطوارئ
- يمكن أن تضع الأجهزة توجيهات للتدقيق في إدارة الكوارث، وضمان تمكُّن البنية التحتية التكنولوجية من دعم العمل عن بُعد، وتدريب الموظفين بشكل مناسب على المنهجيات الجديدة لتعزيز مرونة القوى العاملة، وإتمام أعمال تدقيق مجدية في ضوء التحديات الكبيرة الناشئة عن حالات الطوارئ.
- توجيه بشأن التدقيق في إدارة الكوارث
- يمكن أن تعتمد الأجهزة معايير تتعلق بحالات الطوارئ أو أن تكيِّفها كتوجيه بشأن التدقيق في إدارة الكوارث. وقد جمعت لجنتا المعايير المهنية وتبادل المعرفة المعايير الدولية الحالية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بشأن التدقيق في المساعدات المرتبطة بالكوارث في إطار توجيه للإنتوساي. ويمكن أن تستخدم الأجهزة منهجيات ومعايير جديدة لتقييم أداء الحكومات في التطرق لحالات الطوارئ.
- الجاهزية التكنولوجية
- يمكن أن تعالج الأجهزة الطلب المتزايد على التدقيق المرن وعن بُعد والافتراضي في حالات الطوارئ باستخدام بنية تحتية تكنولوجية مناسبة. ومع الوصول بشكل أكبر إلى المعدات، والموارد، والتكنولوجيات، يمكن للعاملين في مجال التدقيق في الأجهزة ممارسة وظائفهم بشكل ملائم وجمع أدلة شاملة وذات جودة عن بُعد.
- يمكن أن تعزز الأجهزة بناء قدراتها عن طريق وضع خطط جاهزية تكنولوجية. ويمكن أن تنفذ الأجهزة أنظمة تكنولوجية للبنية التحتية لأعمالها، وأن ترقمن عمليات التدقيق وإجراءاته، وتعِدَّ للتدقيق عن بُعد.
- يمكن أن تستخدم الأجهزة التكنولوجيا لتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في إدارة الكوارث، ويمكنها تقديم معلومات عن المخاطر والنفقات الحكومية. ومن خلال زيادة القدرات التكنولوجية، يمكن أن تكون الأجهزة أكثر مرونة، وأن تنخرط في مزيد من التعاون، وتسمح بأساليب عمل بديلة.
- ساعد التعاون ضمن الإنتوساي الأجهزة على سد الفجوات التكنولوجية عن طريق إتاحة الحصول على البنى التحتية التكنولوجية. ولتوفير الدعم التكنولوجي لمجتمع الإنتوساي أثناء جائحة كوفيد-19، أطلقت الأمانة العامة ولجنة السياسات والشؤون المالية والإدارية ومبادرة الإنتوساي للتنمية “برنامج الإنتوساي للمنح الخاصة باستمرارية العمليات خلال جائحة كوفيد-19” ووزعت 700,000 يورو من الأموال المتراكمة للمنظمة من خلال آلية التعاون بين الإنتوساي والجهات المانحة من المستوى الأول لمساعدة أكثر من 50 جهازاً في مختلف أنحاء العالم للحصول على التكنولوجيا ومعدات الحماية. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ رئيس لجنة السياسات والشؤون المالية والإدارية الصندوق السعودي لتحسين أداء الأجهزة مع توفير منح بقيمة نحو مليوني دولار أمريكي لمساعدة الأجهزة في منطقة الآسوساي في المسائل المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والتدريب ذات الصلة. كما خصَّص رئيس اللجنة مبلغ مليون دولار أمريكي إضافي للأجهزة في جميع المناطق، وسيجري تقديم الأموال على أساس اقتراحات تُرسل إلى مبادرة الإنتوساي للتنمية.
- بناء القدرات والتدريب
- يمكن أن تدرِّب الأجهزة المدققين على اعتماد توجيهات ومنهجيات وتكنولوجيا جديدة للتدقيق في حالات الطوارئ. ولاحظ مجتمع الإنتوساي أهمية توفير تدريب مهني مستمر وبناء القدرات على نطاق واسع للأجهزة بلغات مختلفة.
- مع ازدياد الطلب على رقمنة العمليات، يمكن أن تدرب الأجهزة المدققين على استخدام علوم البيانات وتحليلاتها في التدقيق. وقالت الأجهزة إنه من الأساسي اعتماد منهجيات جديدة للاستفادة من مختلف التكنولوجيات والتدريب عن بُعد وتشجيع العاملين على استخدام مختلف المنصات الإلكترونية.
- في إمكان الأجهزة والإنتوساي وضع قائمة دولية بالخبراء والمحترفين القادرين على تقديم المشورة في ما يتعلق ببناء القدرات والتدريب، على نحو أشبه بقاعدة بيانات الخبراء في مجال إدارة الكوارث الخاصة بالجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في المكسيك. واعتبرت الأجهزة أن التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعدها على استخدام هذه المنصات لنشر المعلومات عن الكوارث.
- علاوةً على ذلك، يمكن أن تضمن الأجهزة قدرة العاملين فيها على التكيُّف في حالات الطوارئ عبر تقييم الخطط المتعلقة بهياكل التوظيف ومستوياتها والموافقة عليها، مع وجود هيكل واضح للإدارة التنفيذية في حالة وقوع كارثة.
- التبادل المستمر للمعلومات في شأن أفضل الممارسات
- يمكن أن تستمر الأجهزة في تبادل المعرفة وأفضل الممارسات من خلال مجتمع الإنتوساي في سياق الاستجابة للكوارث. ورغم إمكان عمل الأجهزة في ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة، قد تكون التحديات التي تتم مواجهتها في حالات الطوارئ مماثلة. ورأت الأجهزة أن توفر قاعدة بيانات يجري تحديثها باستمرار من الدروس المستفادة من العمل في حالات الطوارئ والاستجابة لها أمر مفيد للمستقبل.
- يمكن أن تعزز الأجهزة الشراكات مع أصحاب المصلحة الخارجيين المعنيين، مثل الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية. ويمكن أن يساعد تبادل المعلومات وبناء العلاقات وتوسيع القدرات الأجهزة على الاستجابة بشكل أفضل لحالات الطوارئ. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تستعد الأجهزة للأزمات المقبلة بتعزيز الشراكات مع الأمم المتحدة، ونظام الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق، ومجتمع المانحين.
الخلاصة
تؤدي الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة دوراً هاماً في حالات الطوارئ عن طريق الإشراف على استجابة الحكومات، وضمان تقديم الدعم بكفاءة وفعالية لمواطنيها أثناء الأزمات. ومع تزايد عدد حالات الطوارئ، بما في ذلك تلك المتصلة بالصحة العامة وتغير المناخ، فإن استشراف الأجهزة بغرض فهم مخاطر الطوارئ، وإتمام عمليات تدقيق وإشراف في الوقت الحقيقي أساسية للعمل في الأوقات الحرجة. ويمكن أن تقيّم الأجهزة خطط الحكومات الاستراتيجية والمعنية بإدارة المخاطر في حالات الطوارئ والاستجابة لها، فضلاً عن قدرتها الخاصة على العمل بمرونة. ويساعد تبادل الخبرات وأفضل الممارسات مجتمع الإنتوساي والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة على السواء لتأدية دورها في ضمان كفاءة الموارد الحكومية وفعاليتها في أوقات الأزمات. وبما أن عدد حالات الطوارئ سيستمر في الارتفاع، يمكن أن تفكر الأجهزة باستمرار في الدروس المستفادة وأن تتبادل المعرفة لتعزيز قدراتها على الاستجابة للأزمات في المستقبل.